محلي

هانس والأمم المتحدة للسنة الخامسة

نوح إدريس

|
قبل 13 ساعة و 59 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بدت التحركات الأخيرة للمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ متخبطة الأهداف والغايات كجزء من روتين اعتيادي سنوي وربما رغبة في السفر لا أكثر. 

جولات هانس لم تقد  إلى ما يمكن التحدث عنه بخصوص وساطات حل أزمة اليمن . يصعب عليه التصريح أو إصدار بيان يحدد إلى أين وصل في الجهود بدلا من الاشارة إلى أين وصلت به الطائرة الأممية !.
في صنعاء المختطفة من قبل ميليشيا الحوثي والمسيرة شؤونها منذ سبتمبر 2014م بقبضة جرائمهم وانتهاكاتهم  بدأ ثاني زياراته لعام 2025م قادما من مسقط عمان .
كان أول ما فعله لقاء عائلة موظف أممي محبوس لدى الميليشيا . هانس المتعاطف والمتضامن للغاية مع عائلة المحبوس والمجهول مكانه ومصيره أكد بحسب بيان مكتبه " التزام الأمم المتحدة بإطلاق سراح جميع الموظفين المعتقلين تعسفيا في اليمن ".
في 2021م أطلقت الأمم المتحدة على لسان الأمين العام أنطونيو غويتريش أول التزاماتها عقب اعتقال الميليشيا إثنين من موظفيها في الجانب الإنساني ثم إعادته في 2023م عند اعتقال إثنين آخرين وكررته منذ يونيو ٢٠٢٤م بعد حملة اعتقالات طالت ستة من موظفي المفوضية السامية لحقوق الإنسان وسبعة من موظفي الأمم المتحدة. وفي 9 يناير الجاري حاول المبعوث الاممي الاطمئنان على زملائه ال17 وطمأنة ذويهم. جدد غروندبرغ ذات الإلتزام السابق للأمم المتحدة دون الحديث عن شروط الميليشيا أو نوع الصفقة التي يمكن من خلالها الايفاء بالوعد !.

المبعوث والأمم المتحدة بغض النظر عن خلافاتها مع الحوثي التي باتت بحاجة إلى وساطة ! وبغض النظر عن قدرته في صرف جهودها وجعلها أحد أطراف الصراع معه وجرها أيضا إلى دوامة  وتعقيدات الانشغال بقضية عشرة موظفين على حساب معاناة ملايين اليمنيين !.. تبقى المشكلة أنها تكرر نفس المطالب وتعيد نفس المحاولات متوقعة في كل مرة نتائج مختلفة لم تحدث ولم تخرج عن إطارها خلال أكثر من عقد !.

قبيل مغادرته صنعاء قال هانس " أنا مصمم على حماية التقدم الذي أحرزناه في اليمن "!.

يقصد بالتقدم المحرز .. ما أعلن عنه في 23 ديسمبر 2023م حول حصوله من أطراف الصراع على وعود بالعمل على استئناف العملية السياسية بهدف السلام والتزامات " بمجموعة تدابير " سيعمل على وضعها في خارطة طريق !.
لم يقل غروندبرغ ما الذي يمنع العملية من التقدم منذ ذلك الحين ؟ ولم يقلها صراحة أن ميليشيا الحوثي هي من يقف وراء إفشال أي اتفاق أو التزام !. لكنها سبقته بيوم وأعلنت استعدادها التوقيع على المرحلة الأولى من التقدم الذي يتمسك به !.
حتى الميليشيا تكرر نفس الأسلوب منذ سنوات .. توقع ثم تنفذ عكس ما وقعت عليه !.
مباشرة توجه هانس غروندبرغ إلى طهران محطته الثالثة حيث ناقش ماتم مناقشته مع قيادات الحوثي !.
تفيد الأنباء أن المبعوث طرح في جميع اجتماعاته مع وزير أمور خارجية وكبار المسؤولين قضية " الإفراج غير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وموظفي المجتمع المدني وموظفي البعثات الدبلوماسية المحتجزين تعسفيا من قبل الحوثيين ".
بينما أوضح بيان مكتبه أنه كان هناك حتى يوم أمس الإثنين إذ طلب من قيادات إيران " توفير مساحة سياسية كافية للمضي قدما في خارطة الطريق في اليمن ".
وقال هانس " ركزت على استئناف العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة ".
وقال إن مناقشاته في طهران ناقشت " التدابير العسكرية والاقتصادية والإنسانية لتحقيق تقدم ملموس في اليمن ".
وهكذا.. فإن الأمم المتحدة التي عجزت للسنة الخامسة على التوالي عن إطلاق سراح ١٧ موظفا لديها في صنعاء كم تحتاج من الوقت لإقناع الميليشيا بأن أكثر من ٣٠ مواطن يمني يريدون إعادة السلام إلى بلادهم ووضع نهاية لانقلاب وفساد وجرائم جماعة الحوثي ؟.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية