محلي

القصف بمنهج موحد..!!

وسام عبدالقوي

|
قبل 7 ساعة و 28 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

مجدداً مواطنون أبرياء وموظفون وصحفيون يعملون في مؤسستهم، ذلك بالضبط هو حصيلة القصف الذي تلقته صنعاء مؤخراً.. وأيا كانت تلك المؤسسة، ومهما كانت محسوبة على جماعة الحوثيين، فهي مؤسسة حكومية رسمية، ومعظم من يعملون فيها هم مجرد موظفين بؤساء يعملون تحت قيادة وبطش الحوثيين، ولا يساوون شيئاً في حسابات الجماعة الانقلابية..!! ومجدداً يتم ادعاء استهداف قيادات الجماعة، بينما تكشف النتائج أن الضحايا أناس عاديون، ومنهم من ضاقت بهم الجماعة وتم تقديم خدمة مجانية لها بالتخلص منهم.. كما حدث بالضبط في قصف رئيس حكومتها وعدد من أعضاء تلك الحكومة المزعومة..!!

مجدداً لا بد للتساؤلات من أن تفرض نفسها بالقوة أمامنا، متسلحة ولو بقليل من العقلانية والمنطق.. لتضعنا أمام التباسات ووقفات تأمل وتدبر، للإجابة على تساؤل كبير يستظل به كل التساؤلات الأخرى، وهو ما الذي يجري..؟! ومجدداً تنبري الشكوك حول هذه الضربات التي يتلقاها اليمنيون ومقدراتهم ومؤسساتهم، بذريعة استهداف الحوثيين الذين لم تلحق بهم أية خسارة من هذا الاعتداء..!! ومجدداً تكاد تتضح أكثر مما تخبو الحقيقة التي يغالبها الكثيرون، حول وجود علاقة غامضة بين الإسرائيليين والحوثيين، تتعدى علاقة التخاصم والعداء المدعاة من كلا الطرفين.. علاقة لا تشبه شيئاً سوى التكامل والتعاضد..!!

مجدداً نجد أنفسنا نتتبع الآثار بحثاً عن وجع ينال أحداً ذا شأن بالعصابة، فلا نجد أمامنا فقيداً أو جريحاً أو خسراناً إلا اليمنيين الأبرياء واليمنيات البريئات، من لم يمت من أولئك فمفئود بالقهر والحزن، ومن لم تمت من هؤلاء فباكية ثكلى، أفقدها الحوثيون نعمة السعادة للأبد..!! مجدداً يكشف الدمار والأثر المخيف في بقايا إدارة التوجية المعنوي وما حولها من مساكن مدنية، ذلك القبح المشترك بين القاصف النذل، وبين المقصوف (زعماً) الأكثر نذالة، كما تكشف الأشلاء المبعثرة والدماء والدموع المسفوكة، كم أننا واقعون بين مقصلتي جزارين قبيحين، يكنان لليمن واليمنيين حقداً وعداء تاريخيين، لم يعد من غبار عليهما إلا هباء من يؤمن بهما ويصدق ما يدعيان..!!

للاستدراك والتدبر فقط: قبل يوم واحد فقط سرب شخصٌ ما (قد يكون) أحد ضحايا تلك الجريمة الحاقدة، نبأ بأن الحوثيين قاموا باستقدام آلة إتلاف ضخمة إلى نفس المكان، لغرض إتلاف كل الوثائق والإصدارات والمؤلفات التي صدرت بعهد دولة النظام، والتي تحتوي عليها مخازن التوجيه المعنوي.. ولكن يبدو أن ذلك لم يكن كافياً لتخفيف نيران حقدهم على اليمن وعلى دولة المؤسسات التي سبق لهم وإن اغتالوها.. لتهب من بعيد طائرات أشقائهم الصهاينة وتقضي على كل شيء، بما في ذلك آلتهم التي استقدمت لتمزيق فصل من كتاب الجمهورية الوضاءة.. غير مدركين أن الجمهورية كتاب محفوظ في قلوب اليمنيين، وليس مجرد كلام وحبر ورزم من الأوراق..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية