محلي

الجماعة في الجامعة.. من التدريس إلى التدنيس

نوح إدريس

|
قبل 8 ساعة و 51 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

صورة واحدة تعكس الإهانة الكاملة بحق التعليم العالي في أماكن سيطرة الميليشيا كما تعكس مدى تدنيس الأخيرة لقدسية الحرم الجامعي وتسخيره لخدمة مشروع طائفي لا يمت للعلم والمنطق بأي صلة.

أستاذ جامعي ينتحل صفة رئيس جامعة ذمار يقف كالآلف أمام طفل يحمل صفة مشرف حوثي - منصب جديد ابتكرته المليشيا أعلى من مشرف علمي أكاديميا وأدنى من عالم ذرة وظيفيا- .. والكون عالم وانت عالم لحالك ! 
يحتضن الدكتور سلاح الكلاشينكوف بابتسامة طفل في الابتدائية كنوع من الفخر والتكريم لإتمام المستوى الأول من دورة شهرية في ما يسمى التعبئة العامة !.

هذا المشهد الذي تداول إعلام الحوثي صوره باعتباره أعظم اختراع في زماننا وأهم إنجازات الجامعة قرأه المواطن المتعلم والأمي على أنه شهادة وفاة للعقل الواعي وتدمير بدرجة امتياز لنخب المجتمع اليمني. 

كيف يقبل رئيس جامعة من أمثال الحيفي وغيره كثيرين أساتذة في الجامعات اليمنية سواء أكانوا من آل البيت أو من خارج البيت..كيف قبلوا الانحراف بدورهم التعليمي إلى الانصياع لأوامر " انتباه - صفا " من جاهل حوثي ؟!

كيف سمح بعض الأكاديميين لأنفسهم الانحطاط في التفكير إلى مستوى التسابق في دراسة محاضرات زعيم المليشيا حول سيرة وفضل أعلام الهدى على الناس وواجب أساتذة الجامعات القيام به خدمة لعلم الهدى وكذا فرض ووجوب الامتثال لتوجيهاته  أيا كانت ودون إعمال للعقل !

لو كان في ملازم الحوثي أي شيء علمي لتم ألقاءها على الدكاترة علانية في قاعات المحاضرات بدلا من حشرهم في بدرومات وتلقينهم بشكل سري كلام السيد !.

يبقى التساؤل هل الأرض كروية ؟ الإجابة عند  صاحب الزمان والمكان علم الهدى ونصير المستضعفين في كهفه الذي ألغى دور المدارس  المعاهد والجامعات  ! 

إنسان يقضي عشرات السنوات من حياته في البحث والتعلم حتى نيل الدكتوراه . يدرس الطلاب في الجامعة أن العلم يصنع الإنسان وأن تطور العالم قائم على العلم وفي الأخير يشوه مسيرته العلمية والتعليمية بالانجرار وراء ما يسمى المسيرة القرآنية وتصديق أن الصرخة سلاح .. أما العلم الحقيقي فإنه سلاح محرم حوثيا !.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية