آراء

رعاية المليشيات وإدارة الفوضى في المنطقة العربية

وسام عبدالقوي

|
12:30 2024/11/24
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

إذا أردنا في الوقت الراهن الحديث عن قضية تهديدات، ومخاطر عصابة الحوثي الإرهابية في المياه الدولية، ومنافذ وطرق التجارة العالمية، بالإضافة إلى اختطافها للسفن التجارية، وهو بالتأكيد مما يصنف ضمن الأعمال الإرهابية في المنظور العالمي والقانون الدولي، فلن نعيد ونكرر الإشارة إلى التغاضي المشبوه والملحوظ من قبل المؤسسات والجهات المعنية بالأمن الدولي، والقوى الدولية النافذة، وذات المصالح في المنطقة، والتي ترتبط ارتباطا مباشراً ومؤثراً بمواقف تلك الجهات. فهي من تديرها وتتحكم في معظم، إن لم يكن في كل قراراتها، التي تصدر تجاه كل ما يشهده العالم تقريباً من قضايا وتحولات وأحداث..

إذا أردنا الحديث في هذا الموضوع، فلا بد من التوقف الملزم عند كل التفاصيل التي تؤكد وتوضح ذلك التواطئ القبيح. التواطؤ الذي لا يمر يوم دون أن تدوي فضائحه، وينكشف خيط جديد في نسيجه التآمري، الذي تحيكه قوى دولية نافذة، يحتم عليها الحفاظ على مصالحها صياغة ورعاية ما يجري في هذه المنطقة من فوضى، تحدث و(تنظم) ضمن خريطة عمل لمؤامرة غربية، يقف وراءها، بالدرجة الأولى وبشكل رئيسي شريكان أساسيان هما الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، واللتان يتضح أنهما تنفذان مشروعاً يستهدف كل بلدان المنطقة تقريباً..

ولم يعد خافياً أن كل التحركات، سواء السياسية أو العسكرية وحتى الشعبية، داخل وخارج هذه البلدان، تدار وتنفذ في غالب الأمر بإدارة مشتركة من قبل هذين الشريكين، اللذين لا يكاد مطلعٌ بسيط يجهل أطماعهما أو يفوت سياساتهما واستراتيجياتهما، وإن لم يكن إلا من حضورهما العسكري وتواجدهما النافذ، الذي بُرِّر ولا يزال يبرر له، بمبررات واهية ومخادعة، تحاول غض النظر عن تباعد الجغرافيا، والتدخلات المؤثرة المشبوهة في إدارة الأنظمة وعلاقاتها ببعضها من جهة، وفي علاقاتها بشعوبها من جهة أخرى. تلك المبررات التي تحاول تحويل الغازي والطامع إلى صديق وحليف منقذ ومتصرف في ذات الوقت..!!

إنه لمن الملاحظ ومما صار ملفتاً للنظر بشكل كبير، التأكيد على أن هاتين الدولتين الشريكتين، هما من ترعيان وتقويان معظم الجماعات والمليشيات والعصابات التي تقف وراء كل فوضى وتغيير غير طبيعي في المنطقة، وهما من  تتحكمان في تحركات وسياسات هذه الجماعات والعصابات المجرمة، وتديرانها بما تقتضيه مصالحهما واستراتيجياتهما الخاصة والخاصة جداً.. ولا أدل على ذلك من الدفقات والدفعات المنتظمة في عمليات وتحركات جماعة حماس وحزب الله والحوثيين، كل في بلده وخارجها.. ومن هذا المنطلق فإن علينا النظر في العلاقة والارتباط السببي والتأثيري بين كل تحرك أو فوضى أو موقف في المنطقة من جهة، وبين التغيرات والتحركات السياسية الداخلية والخارجية بكل منهما من جهة ثانية..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية