آراء

حرب غزة.. بين انتهازيتين.. إسرائيلية غاصبة وحوثية منتقمة من اليمنيين

أبو بهاء الصليحي

|
12:33 2024/12/21
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ثمة تشابه إذن- حد التطابق- بين انتهازية عَدوَّين تاريخيين للشعب اليمني- أحدهما إسرائيلي غاصب والآخر حوثي ناقم- لا يختلفان في انتهازيتهما المكشوفة ومتاجرتهما بأوجاع الفلسطينيين

هي شَعرةٌ دقيقة؛ تلك التي تفصل بين موقف اليمنيين الداعم للقضية الفلسطينية في كل مراحلها؛ وبين معركتهم مع عصابة حوثية نازية تلعب على ورقة غزة لتتخذ منها مجرد ستار لأغراضها السلطوية وفق مراقبين.

فموقف اليمنيين تجاه القضية الفلسطينية على مر تاريخها المعاصر هو ذات الموقف اليوم الداعم لمقاومة شعبها المشروعة؛ كقضية مركزية وإجماع وطني وشعبي وموقف مبدئي ثابت لا يتزحزح، ضد غاصب إسرائيلي هو بالنسبة لليمنيين بكل أطيافهم عدو تاريخي للأمة العربية والإسلامية.. فيما معركتهم مع العصابة الحوثية هي معركةٌ مختلفة تماما مع فئةٍ طائفية باغية ايقظت فتنة نائمة بين اليمنيين وسفكت الدماء ودمرت البلد ومزقت تعايشه ونسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية والجغرافية، وحولت حياة اليمنيين إلى جحيم لا يطاق، ولا يشفع لها ماتدعيه من نصرة لغزة المنكوبة؛ باعتبارها كلمة حق يراد بها باطل تنتهزها كغطاء لصرف الانظار عن جرائمها الكارثية بحق اليمن دولة وشعباً طيلة عشر سنوات من فرضها لمنطق السلاح، ورفضها للسلام.

ثمة تشابه إذن-حد التطابق- بين انتهازية عَدوَّين تاريخيين للشعب اليمني- أحدهما إسرائيلي غاصب والآخر كهنوتي ناقم- لا يختلفان في استغلالهما للعدوان المدمر على غزة.. فالطرف الحوثي يصر على ايهام الفلسطينيين والعرب والعالم بإسناده لغزة المخذولة حتى من الأقارب، وتصوير قرصنته في البحر الاحمر وإرسال مفرقعاته الهزيلة إلى الأراضي المحتلة على انها معركة مشروعة لنصرة المظلومين، مستغلا تعاطف شعوب العالم مع الجرح الفلسطيني وحالة الغليان العالمي من جرائم إسرائيل، لتقديم نفسه كفارس من زمن الفرسان النبلاء لا يتخلى عن غزة مهما دمر اليمن، وهو في حقيقته يواصل قتل اليمنيين وإذلالهم وعرقلة جهود السلام طمعا في السلطة!.

فيما الطرف الإسرائيلي يصر على انتهاز غضب العرب وسخطهم من عبث ايران في منطقتهم، وتبرير معركته في غزة وتصفيته العرقية وإبادته الوحشية لأهلها على أنها مجرد دفاع عن النفس لتبرير كوارثه المروّعة وأطماعه التوسعية؛ واعتبارها معركة مشروعة حد وصفه ضد أذرع إيران في المنطقة، وحرباً بالوكالة يخوضها نيابة عن العالم كله، كما جاء في تبريره لعدوانه الاخير على اليمن وقصفه لمنشآت خدمية هي ملك لليمنيين في صنعاء والحديدة بحجة الانتقام من العصابة الحوثية التي وصفها بآخر أذرع إيران؛ دون ان يوضح ما إذا كان العرب والعالم قد فوضوه فعلا لخوض حربٍ وحشية كهذه سحقت مئات آلاف البشر قتلاً وجرحا وتجويعا وتشريدا وتعذيبا، وتجلت فيها تناقضات المجتمع الدولي ومعاييره المزدوجة في التعامل مع الملف الفلسطيني، ومات فيها ضمير هذا العالم!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية