آراء

إنهاء الانقلاب يحتاج إلى قرار قطعي ومستقل..!!

وسام عبدالقوي

|
12:37 2025/01/07
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

إذا لم تتوحد قوى الشرعية المختلفة، وتغدو قوة واحدة غير مختلفة، فعلينا أن نحد من آمالنا في أي تغيير إيجابي يمكن أن يطرأ على القضية اليمنية، بل على العكس من ذلك علينا أن نركن أية تطورات وتغييرات إلى الجانب السلبي من الاحتمالات، وأن تصير الأمور إلى ماهو أسوأ مما نحن فيه، وأن تصب المتغيرات جملة في صالح الانقلاب، الذي لا يفوت صغيرة ولا كبيرة لا يستغلها في تقوية نفسه وترسيخ وتجذير قواعده، وتطبيع الواقع للقبول به والإيمان بوجوده بالكيفيات التي يريدها هو دون السماح لتدخل ميزان القبول والرفض في أوساط المجتمع..

وإن أي حديث مشوق حول اجتثاث الانقلاب وتخليص اليمنيين منه، في ظروف كهذه وحال كالذي تعيشه الشرعية المشتتة الآن، ما هو إلا جهد مضاف لصالح مليشيا الانقلاب أكثر من كونه لصالح الشرعية والشعب، خصوصاً حين نعلم أن المليشيا لا تفوت أيضا استغلال كل تحرك يليه تراجع أو انتكاس، لتعرضه على الشعب على أنه مجرد فشل وإخفاق ينضاف إلى إخفاقات طرف ليس في يده ما يمكِّنه من تغيير شيء على أرض الواقع..!! ومع التكرار مرة تلو أخرى يضفر الانقلابيون بتأكيدات موجعة، على أن الشرعية لا تمتلك قراراً، وإن امتلكت قراراً فهي أضعف من أن تحدث تغييراً في صالحها..!!

وطبعاً كل هذا لا يحدث بفعل الارتجال لو اتهمنا الشرعية بالتقصير والارتجال وحسب، وإنما هو ضمن مخطط يدار في الخفاء، الهدف من ورائه جعل الشرعية أضعف مما يجب أن تكون عليه، لتحدث التغيير المنشود في الأزمة، ذلك التغيير الذي بيده أن يجتث الانقلاب وكل المكونات والتحركات العبثية والعشوائية التي تحدث هنا وهناك، لتخدم استمرار الانقلاب وتطاول الأزمة، في حين أنها أزمة لم تكن لتحتاج إلى كل هذا الوقت المستنزف من أعمارنا وعمر الوطن، ولا كل هذا الهباء غير المعقول، الذي يعيشه اليمنيون منذ ما يقرب من عشر سنوات..!!

وإجمالاً ما نريد أن نشير أو نصل إليه هو أن السلبية التي تتعامل بها الشرعية مع المجتمع الدولي والقوى الضاغطة عليها، لن تصل بنا لطريق واضح باتجاه إنهاء التأزم الحاصل، والذي لا يكاد يكون له معنى، ولا إلى الخلاص من الانقلاب، الذي تتضاعف قوته ومكنته من يوم لآخر، كما هو الحال منذ بداية الأزمة وإعلان الانقلاب.. وما لم تتخذ الشرعية قراراً قطعياً حراً ومستقلاً يرفض الرضوخ للضغوطات ويرفض ما يفرض عليها من شتات، وتجمع كل قواها تحت راية واحدة وهدف واحد هو القضاء على الانقلاب وحسب، فإن أي تحرك أو تجديد في ملف اليمن ليس إلا مضيعة للوقت ودعما مباشراً لسياسة الإلهاء والتسويف اللامحدود، التي ينتهجها الانقلاب ومن يقف وراءه ويسنده من قريب وبعيد.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية