محلي

كيف صارت صنعاء موحشة وطاردة..!؟

وسام عبدالقوى

|
قبل 6 ساعة و 11 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

كان رأسماله يتجاوز الملياري ريال وخلال أربعة عشر شهرا تآكل حتى وصل إلى أقل من ثلاثمائة مليون فر بها أو بالأصح استطاع تهريبها مجزأة لشراء عقارات في مناطق تواجد الشرعية وتحديدا في مدينة المخا، وهي كما يؤكد ما تبقى له من أملاكه وتجارته في صنعاء..!! بمرارة الخسران ودموع الألم يشكو أحد صغار التجار، ما لاقاه وكابده في صنعاء تحت سلطة الانقلاب الحوثية المارقة والسارقة، مشيراً إلى أن عشرات من التجار أصحاب رؤوس الأموال الصغرى والمتوسطة قد فروا من صنعاء خلال العام 2024م فقط، منهم من نجا ببعض من ماله ومنهم من بالكاد نجا برأسه وروحه وأهله من قبضة المليشيا الانقلابية..!!

صديقنا يمتلك في صنعاء مؤسسة تجارية للاستيراد والتصدير والتخليص الجمركي والضريبي، وكان في رصيده كما يشير أربعة ملايين دولار كان يشغلها في استيراد البضائع من الصين والهند، ويشير إلى أنه قرر أن يحاول التعايش مع وجود المليشيا، وأن يدير تجارته دون الاتصال أو التواصل بهم بشكل مباشر، إلا أنه فشل في ذلك.

يقول: لقد خاب اعتقادي عندما وجدتهم وشهدت عليهم أنهم يدققون ويراقبون كل عمل تجاري حتى على المستوى الأصغر من الصغير جداً، بل وصل بهم الأمر أن يتدخلوا حتى في حسابات ودورات المال الخاصة بمشاريع صغيرة جداً لا تتجاوز المائة مليون، مثل البقالات والمحلات التجارية الصغرى..!!

يقول هذا التاجر وجدت نفسي مضطرا للتعامل معهم وكشف حساباتي وتنفيذ كل أوامرهم وطلباتهم حتى وصل الأمر إلى أن أصبحوا يقاسمونني أرباح مؤسستي، ثم تطور الأمر إلى أن وجدت نفسي لا أجني سوى ثلث الأرباح التي تحققها مؤسستي، فيما يذهب الجزء الأكبر لهم.

 ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى أنه لم يعد يستطيع حتى الإيفاء برواتب قرابة خمسين موظفاً كانوا يعملون في مؤسسته.. ومما يحكيه هذا التاجر أن قيادات في المليشيا عرضت عليه شراء مؤسسته بمكاتبها وفروعها بمبلغ لا يصل لعشرين في المائة من قيمتها الفعلية، وعندما رفض معتذرا لكونها وسيلة دخله الوحيدة والتي يعيل من خلالها أربع أسر في مسئوليته، بدأوا باختلاق المشكلات معه وابتزازه وتسليط الضرائب والجمارك عليه، وتنفير شبكة التجار الذين كان يعمل معهم بالتهديد والوعيد وأحيانا قليلة بالإغراءات..!!

ومما يحكيه هذا التاجر أنه قبل رمضان الفائت كان قد استورد بضائع من الهند والصين عبارة عن ملابس واكسسوارات وأجهزة الكترونية وكهربائية، وأنهم تعمدوا تعطيل وتأخير وصول البضائع في الميناء ومنفذ الوديعة ونقاط الجمرك حتى مضى موسم بيعها (رمضان، عيد الفطر، عيد الأضحى) وعندما أفرج عن تلك البضائع بعد خمسة أشهر من التعطيل والعراقيل، وجد نفسه مضطرا لبيع بضائعه بخسارة تصل إلى ثلاثين بالمائة..!! وهو ما اضطره للفرار هو وعائلته من صنعاء التي لم يكن ليتخيل يوما حسب تعبيره الموجوع بأنه سيضطر لفراقها والرحيل عنها لشدة ولهه وتولعه بها..!!

عموما هذا صديقنا ما هو، حسب إفادته، إلا رقم أو مثال صغير لما عاناه ويعانيه المئات من التجار وأصحاب رؤوس الأموال تحت سلطة العصابة الحوثية السارقة، ناهيك عما لاقاه تجار كبار تمت مصادرة شركاتهم ونهب عقاراتهم وممتلكاتهم، وإحراق مصانعهم ومصالحهم التجارية في صنعاء والحديدة وإب وعمران وغير ذلك من المدن والمناطق التي تخضع لسيطرة العصابة الانقلابية، والتي تؤكد الحقائق والبيانات أنها لم تعد صالحة لممارسة أي عمل تجاري أو اقتصادي، ما لم يكن في ملك قياداتها التي أصبحت تمتلك في فترة زمنية وجيزة أملاكا وثروات لم يستطع غيرهم تحقيقها في عشرات السنين.. بل والتي لم تعد كما يقول صاحبنا التاجر صالحة للحياة البشرية..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية