فيما تحاول مليشيا الحوثي إقناع الرأي العام المحلي بتماسك صفوفها وفاعليتها في الميدان، وتزامنا مع انعقاد ما وصفته بالاجتماع الأمني لرفع الجاهزية واليقظة، شن الطيران الأمريكي مساء أمس سلسلة من الغارات على العاصمة صنعاء بعثر دويها ما تبقى للمليشيا من أوراق.
أكثر من 20 غارة كشفت زيف الاستعدادات والجاهزية التي أكد عليها اجتماعها الأمني المزعوم وتزامن التسويق لها عبر رسائل الـ (إس إم إس) مع دوي الانفجارات في معسكر الحفا بجبل نقم والكلية الحربية ومعسكر الخرافي وحي النهضة شمال العاصمة.
وفي صورة تكشف حجم ما وصلت إليه المليشيا من انهيار وفقدان للتواصل والتنسيق بين أجنحتها العسكرية والإعلامية عجزها عن إيجاد ما يحفظ ماء وجهها، لجأت لإجترار سياسة التضليل التي استندت عليها لما يزيد عن عشر سنوات، ولم تدرك بزيف العاجل ولا واقعية الخبر ان تغيير مسميات الأماكن التي استهدفها القصف كذبة لن تنطلي على اليمنيين.
سياسة التضليل التي اتبعتها المليشيا المرعوبة لتأكيد تماسكها وحضورها ومتابعتها للقصف الذي طال العاصمة صنعاء لم يتوقف عند حدود التضليل السياسي والعسكري ووصل إلى تضليل سكان صنعاء ورسم تضاريس جديدة وخرائط إدارية للعاصمة صنعاء.
ووفقا لما أورده الإعلام الحوثي المنهار، فقد استهدفت الغارات (منطقة الحفا) في مديرية السبعين وليس معسكر الحفا في جبل نقم، واستهدفت كذلك منطقة بني حشيش في محافظة صنعاء وليس الكلية الحربية ومعسكر الخرافي ومقر الأمن والمخابرات الحوثية، ما يشير إلى سقوط الخطاب الإعلامي للمليشيا ومحاولاتها اظهار المناطق المستهدفة على انها مدنية لإخفاء حجم الخسائر العسكرية التي منيت بها.
ومنذ بدأت المقاتلات الأمريكية استهداف الحوثيين منتصف شهر مارس الفائت، فوجئ سكان العاصمة صنعاء وغيرها من المدن التي تخضع لسطوة المليشيا، باختفاء القيادات الحوثية وعناصر المليشيا التي لجأت لإخفاء مراكز أجهزتها العسكرية والأمنية في الأحياء السكنية وتعريض المواطنين الأبرياء لخطر الاستهداف..