منذ اندلاع الحرب في اليمن في عام 2014 وثقت عدة منظمات ضحايا الألغام، حيث اعتبرت الألغام من أهم الأسلحة التي استخدمت للتجويع في اليمن فاضطر الكثير من الأهالي للنزوح وسلك طرق وعرة وبعيدة عن الطرق الرسمية ونتج عنها الكثير من القتلى والجرحى من المدنيين وخاصة النساء والأطفال بالإضافة للحطب والمواشي.
قناة اليمن اليوم وفي تحقيق استقصائي جديد من برنامج المراقب تكشف كيف يتم صناعة الألغام في اليمن من قبل مليشيا الحوثي بدعم وتدريب إيراني.
قالت صحيفة واشنطن بوست أن الحوثيين قاموا بإنتاج كميات كبيرة من الألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة البدائية باستخدام مكونات إيرانية الصنع.
وكشفت منظمة الأبحاث في الصراعات كار انه في كانون الثاني 2013، اعترضت قوات الأمن اليمنية سفينة شحن، جيهان 1، وكانت تحمل شحنة كبيرة من المعدات من أنواع وأصول مختلفة، بما في ذلك ذخائر إيرانية الصنع ومتفجرات من نوع C-4، وأنظمة دفاع جوي محمولة، وأجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء، وما يقرب من 2000 مكون إلكتروني تُستخدم في تصنيع العبوات الناسفة التي يتم التحكم فيها عن بُعد. و زعمت التقارير الأولية أن المعدات كانت لقوات الحوثيين في اليمن.
وقال العميد جميل المعمري، محلل عسكري سياسي، أن الحوثيين لديهم ورش تصنيع ألغام في المراوعة والزيدية والتحيتا وصعدة وذمار، وأنهم يقومون بإنتاج كميات هائلة، وصل عددها الى ٢ مليون لغم.
البرنامج استضاف خبراء أجانب، بينهم رين هيندريكسون، خبير ألغام أمريكي، وجاي ماروت، خبير ألغام بريطاني، وكشفا أن الألغام في اليمن لا تنتهي صلاحيتها ويمتد تأثيرها لأعوام وأجيال، حيث أن مفعول الألغام لا ينتهي إلا بعد تفجيرها.
وعلق كل منهما على عدم وجود خرائط لمناطق زراعة الألغام، بأن هذا يستغرق وقت أطول في عملية نزع الألغام، وغالبا ما يتم الكشف عن حقول الألغام من خلال الإصابات بين المدنيين والحيوانات.
ضحايا ألغام الحوثي الغادرة
ووثقت إحصائية أكثر من 10000 ضحية مدنية بسبب الألغام التي زرعها الحوثي، وتنوعت الإصابات ما بين بتر، وإعاقة دائمة، وفقدان للبصر، وتصل إلى الوفاة.
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة أنه في عام 2023، ارتفع عدد ضحايا الألغام الأرضية من الأطفال ثمانية أضعاف خلال خمس سنوات. و على المستوى الصحي، تنتشر الأمراض العصبية والتشوهات النفسية نتيجة لانتشار الألغام.