في تصعيد غير مسبوق لتهديدات ميليشيا الحوثي للملاحة الدولية، غرقت صباح اليوم الأربعاء السفينة التجارية "إيترنيتي سي"، التي ترفع علم ليبيريا، قبالة السواحل اليمنية، بعد تعرضها لهجوم مسلح من قِبل الحوثيين، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز" عن مصادر ملاحية ودبلوماسية.
وأوضحت المصادر أن الهجوم الحوثي استهدف السفينة بقوارب مسيّرة وزوارق سريعة مسلحة، ما أدى إلى غرقها بشكل كامل، في ثاني حادثة غرق لسفينة تجارية في البحر الأحمر خلال أيام قليلة، بعد إغراق سفينة البضائع السائبة "ماجيك سيز" في هجوم مماثل.
وكانت السفينة "إيترنيتي سي" تحمل على متنها طاقمًا مكوّنًا من 22 بحارًا، هم 21 فلبينيًا وروسي واحد. وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة من أفراد الطاقم، في أول حادثة دامية منذ يونيو الماضي يُقتل فيها بحارة في هجمات الحوثيين على السفن التجارية، ليرتفع إجمالي ضحايا مثل هذه الهجمات إلى ثمانية قتلى حتى الآن.
جاء غرق السفينة "إيترنيتي سي" بعد يوم واحد فقط من بث الحوثيين مشاهد توثّق عملية إغراق سفينة "ماجيك سيز"، في البحر الأحمر، في تصعيد عسكري جديد يستهدف حركة الملاحة، الأمر الذي دفع مجلس الأمن الدولي إلى إدراج الملف ضمن جدول أعماله في جلسة مرتقبة اليوم الأربعاء.
ووفقًا لمسؤول في مهمة "أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي تتولى تأمين الملاحة في البحر الأحمر، فإن الهجوم على "إيترنيتي سي" وقع على بعد نحو 50 ميلاً بحريًا جنوب غرب ميناء الحُديدة، مؤكدًا أنه ثاني هجوم من نوعه على سفن تجارية في البحر الأحمر منذ نوفمبر الماضي.
واشنطن تندد وتتوعد
في أول رد فعل دولي، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن إدانتها الشديدة للهجمات الحوثية، محمّلة الجماعة مسؤولية تصعيد التهديدات للملاحة والأمن الإقليمي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، في بيان: "هذه الهجمات تبرز الخطر المتواصل الذي تشكله الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على حرية الملاحة والأمن الاقتصادي في المنطقة".
وأضافت: "الولايات المتحدة كانت واضحة، وستواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان أمن حركة الشحن والتصدي للهجمات الإرهابية الحوثية".
خلفيات الاستهداف
وتشير التقارير إلى أن كلًا من "إيترنيتي سي" و"ماجيك سيز" كانتا ضمن أسطولين تجاريين زارت سفن تابعة لهما موانئ إسرائيلية خلال العام الماضي، ما جعلهما هدفًا مباشرًا للهجمات الحوثية، في إطار حملة الجماعة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل.
ويُنذر التصعيد المتسارع بمزيد من التوتر في البحر الأحمر، أحد أبرز الممرات البحرية الحيوية في العالم، وسط مخاوف من تفاقم تداعياته على التجارة الدولية وأمن الطاقة، في ظل عجز المجتمع الدولي حتى الآن عن وقف الهجمات الحوثية المتكررة.