محلي

17 يوليو.. يوم الانتقال العظيم إلى المستقبل

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 4 ساعة و 44 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

قبل يوم السابع عشر من يوليو عام 1978 لم يكن لدى اليمن ما تخسره غير نظام جمهوري غارقٌ في الصراعات ونخبة سياسية وعسكرية وحّدهم الحلم السبتمبري تحت لواء الثورة والجمهورية وفرقتهم التوجهات والايدولوجيات السياسية وتبايناتها التي انزلقت بهم إلى هاوية الخلاف والاختلاف وأججتها حتى تحولت صراع دموي داخل الصف الجمهوري.

لم يكن لدى اليمن مؤسسات أو إنجازات تنموية لتخسرها والأسماء التي كانت تحتل المشهد السياسي والعسكري سرعان ما توارت عن المشهد عندما ارتفع سقف الأحداث وانعدمت الحلول والخيارات السياسية ودخول البلاد مرحلة من الفراغ السياسي واللادولة الذي بدا وكأنه حاضر البلاد ومستقبلها الذي يستحيل تغييره.

وفيما بدت الجمهورية وكأنها استنفدت مخزونها الثوري ولم يعد لديها من الكفاءات من تقدمه لتحمل مسئولية قيادة الدولة، بزغ فجر اليمن الجديد ليبدد الحالة الضبابية ويضع حداً لزمن الخطوب الذي حول كرسي السلطة إلى عنوان للانقلابات والاغتيالات ومقصلة للرؤساء لأكثر من عشر سنوات.

ميلاد سبتمبري جديد وثورة ثانية فجرها المقدم علي عبدالله صالح في الـ17 من يوليو عندما اتجه منفردا إلى مجلس الشعب ليضع حداً لزمن الانقلابات العسكرية ومسلسل الدم الذي شهدته البلاد ويصنع بانتخابه رئيسا للجمهورية من قبل مجلس الشعب الخطوة الأولى في طريق الديمقراطية والاحتكام للإرادة الشعبية في الوصول إلى السلطة.

لم يقدم علي عبدالله صالح برنامجا انتخابيا ولم يعد الشعب بصنع المستحيلات وإخراج البلاد من آتون الصراعات التي مزقت الصف الجمهوري، وانتهت إلى الإطاحة باثنين من الرؤساء ونفيهما إلى خارج البلاد وهما المشير عبدالله السلال والقاضي عبدالرحمن الارياني واغتيال اثنين آخرين هما إبراهيم الحمدي واحمد الغشمي، إلا أن ما شهدته اليمن في الـ17 من يوليو عام 1978 مثل الخطوة الأولى نحو الغد الأفضل والوطن الكبير.

لم تكن اليمن تمتلك ما تخسره قبل يوم الـ17 من يوليو لكنها بعده امتلكت الكثير، وإذا ما قيست الأيام والأحداث بحجم التحولات والمتغيرات التي أحدثتها في واقع الشعوب، فسنجد أن يوم يوليو العظيم لم يكن يوماً عاديا أو حدثاً عابراً بقدر ما كان ثورة تنموية وعلمية وانتصارا سياسيا لليمن واليمنيين ورسخ مفاهيم جديدة للعلاقة بين الدولة والشعب، وحول الدولة من حق سلالي واقطاعية متسلطة تمتلك المواطن والوطن إلى مؤسسة يمتلكها ويحكمها ويديرها الشعب.

اليوم وفي ظل ما تشهده اليمن من انهيار سياسي واقتصادي بعد نكبة الحادي عشر من فبراير عام 2011 واستيلاء مليشيا الكهنوت الحوثي على السلطة وسيطرتها على مؤسسات الدولة، يحتفي الشعب اليمني بالذكرى الـ47 ليوم الـ17 من يوليو وتولي الرئيس علي عبدالله صالح مقاليد السلطة والذي شهدوا في عهده تدشين عصر التحولات وتحقيق أعظم الإنجازات السياسية والاقتصادية في تاريخ اليمن الحديث.

مؤكدين أن احتفاءهم بيوم الـ17 من يوليو هو احتفاء بميلاد وطن وكيان سياسي ودولة ومؤسسات وقائد وزعيم تجسدت فيه إرادة اليمنيين الذين استلهم من واقعهم المرير رؤيته في البناء والنهوض واستطاع خلال 33 عاما تحقيق أهداف الثورة السبتمبرية الخالدة ونقل اليمن واليمنيين إلى المستقبل والغد الأفضل الذي ظل مستحيلا لقرونٍ طويلة

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية