لليوم الرابع تواليا يتواصل حديث الشعب اليمني عن وثائقي " المعركة الأخيرة " للعربية إذ أحيا فيهم الحنين إلى زمن الرئيس عبدالله صالح رحمة الله عليه.
تنحصر غالبية الانطباعات والردود لدى الغالبية شمالا وجنوبا بين الدعاء له بالرحمة والمغفرة وبين القول " سلام الله على عفاش وأيام عفاش " العبارة التي يتردد صداها منذ 2012م كملخص شهادة فردية وجماعية لحال الوطن وما آل إليه عقب تسليم السلطة .
بني الوثائقي على سرد مختصر للوقائع وفق تسلسل زمني مع تقديم شهادات عميقة تقال للمرة الأولى حول جريمة 4 ديسمبر 2017م.
لعل أبرز نتائج الفيلم - غير المحسوبة ربما- أنها ضاعفت لدى الجمهور قناعات الوقت الماضي والراهن بشأن حاجة البلاد إلى شخص عفاش أو السير على نهجه الرئاسي .
رغم 13 سنة من محاولات الحوثي وآخرين تشويه فترة حكمه ورغم ثمان سنوات من القمع والتهديد والمنع حتى من ذكر اسمه فإن حكم وتساؤل اليمنيين لا يزال كما هو .
ماذا حقق من جاؤوا بعد عفاش رحمة الله عليه ؟.. لماذا لا يوجد بين هؤلاء شخص يرقى إلى بعض مستواه في الحكمة والحنكة والقدرة على استعادة الدولة اليمنية وإنقاذها من استمرار السقوط في الهاوية ؟.
ثمة تساؤل جديد يطرحه الشارع اليمني منذ مساء السبت الماضي يتمحور حول شخصية مدين علي عبدالله صالح الذي أوجز في كلمات الكشف عن أهم التفاصيل .
قرارات صعبة وتضحيات كبرى واجهها الزعيم علي عبد الله صالح رحمة الله عليه ونجليه مدين وصلاح وباقي الرجال الذين ظلوا إلى جانبه في خوض معركة غير متكافئة في العدد والعتاد .
معركة خطط وأعد لها الحوثي مسبقا . لم تكن وليدة اللحظة . ولم تكن حسب زعمه " رد على لحظة تهور ومغامرة خطيرة من قبل الزعيم علي عبد الله صالح رحمة الله عليه " .
أوضح مدين أن والده اغتيل في منطقة قريبة من قرية الجحشي بسنحان .
شهادة صدق جاءت بخلاف الاعتقاد الشائع المتعلق بالمكان..لن تغير في تفاصيل الثبات على الموقف والمبدأ مهما سعى البعض لاستغلالها .
ربما كان الأجدر بالعربية تحليل هذه الجزئية في أقل من دقيقة بدلا من اعتبارها الكشف المثير للفيلم وبدلا تركها مفتوحة على تكهنات أن في الأمر سر جرى التكتم عليه !.
سردية أن الزعيم علي عبد الله صالح رحمة الله عليه اغتيل في منزله بأمانة العاصمة كان منفذ الجريمة الحوثي أول من روج لها وحافظ عليها طوال السنوات الماضية .
يشهد على ذلك العديد من كبار قيادات الدولة وكبار المشايخ والشخصيات الاجتماعية .
في فجر الرابع من ديسمبر لا ينكر بغض هؤلاء أنهم تلقوا اتصالات من قيادات في الميليشيا تبلغهم أن الزعيم قتل في حوش منزله بشارع الكميم .
وعليه فإن عليهم التسليم بالأمر الواقع والمسارعة لاحتواء الموقف وكبح غضب وردود فعل أبناء القبائل في مناطقهم حقنا للدماء .