آراء

معركة صالح بدأت ولن تكون الأخيرة

شهاب السماوي

|
قبل 19 ساعة و 23 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لم يكن الكهنوت الحوثي وحده من شن الحرب ضد الزعيم صالح كما أراد وتعمد معدو ومنتجو فيلم "المعركة الأخيرة" تصويره وترسيخه في أذهان اليمنيين من خلال الوثائقي الذي بثته قناة العربية وارتكزت مجريات أحداثه على استغلال حب اليمنيين وتلهفهم لمعرفة اللحظات الأخيرة في حياة أعظم رجالات اليمن السياسيين والعسكريين.

فعلى الرغم من تعمد تغييب الكثير من المشاركين في المعركة وتقديمها للمشاهد على أنها بين الزعيم صالح و الحوثي، إلا أن الفيلم كشف في جزئية صغيرة من أحداثه -دون قصد- عن مؤامرة ضد صالح اشتركت فيها أطراف محلية وإقليمية هي من أدارت المعركة واستخدمت مليشيا الحوثي كأداة لاستهداف واغتيال الزعيم واستبعاده من المشهد السياسي والعسكري.

وبمراجعة سريعة للأحداث التي شهدتها اليمن عقب نكبة العام 2011م تتكشف الكثير من الحقائق التي تؤكد أن استهداف الزعيم الصالح واستبعاده من المشهد مثل غاية وهدفا للكثير من الأطراف التي فشلت سيناريوهاتها في استهدافه ابتداءً بجريمة مسجد دار الرئاسة مرورا بحفر نفقٍ لتفجير منزله وانتهاءً بمحاولات إخراجه من اليمن من خلال العروض التي قدمتها دول وحكومات غربية لاستضافته في بلدانها.

وثائقي المعركة الأخيرة كرس جل وقته لتقديم معلومات غير صحيحة في استعراضه للشراكة بين حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة علي عبد الله صالح و مليشيا الحوثي، أثبت أن ما قدمه لم يأت من واقع جهل معرفي بالأحداث وإنما لإخفاء شركاء الحوثي في معركة استهداف صالح التي اشتعلت في أوج اشتعال الحرب التي يشنها التحالف العربي ضد الحوثيين تحت شعار دعم الشرعية واستعادة الدولة، وهي الشعارات التي سرعان ما تلاشت عندما تم إيقاف القتال ضد الانقلابيين في الثاني من ديسمبر ومنح الحوثي الفرصة لإعادة قواته وعناصر مليشياته من الجبهات وتحشيدها ضد الزعيم صالح في جبهة الثنية بالعاصمة صنعاء.

وفي الوقت الذي لم يمنح الوثائقي هذه المعلومة أي قدرٍ من الاستعراض رغم أهميتها في حسم المعركة، إلا أن تقديمها ولو بشكل هامشي مثل اعترافا صريحا بوقوف الكثير من الأطراف إلى جانب الحوثي ودعمه في المعركة ضد صالح، والتي ما إن انتهت وتم إعلان استشهاده حتى انحرفت بوصلة الحرب ضد الانقلاب الحوثي واستبدال سيناريوهات استعادة الدولة عسكريا بسيناريو الحل السلمي الذي قوبلت دعوة الزعيم إليه بالرفض وتم تبنيه من جميع الأطراف في اليوم الثاني لاستشهاده ما يشير إلى أن المعركة الأخيرة مثلت خاتمة الحرب التي استهدفت الزعيم علي عبد الله صالح وإنجازاته السياسية والتنموية ولم تستهدف مليشيا الحوثي.

وإذا كان من يقفون وراء إنتاج فيلم "المعركة الأخيرة" قد استغلوا عاطفة اليمنيين وحبهم للزعيم علي عبد الله صالح وحزنهم وتحسرهم على فقدان أعظم شخصية سياسية وعسكرية في تاريخ اليمن الحديث، وتعمدوا ترسيخ واقع جديد وجود فيه للزعيم صالح إلا أن إقبال اليمنيين على مشاهدة الفيلم رغم سطحية ما تضمنه من معلومات، أثبت أن الزعيم صالح ما يزال حيا في عقول وضمائر اليمنيين وأن معركته الملحمية في ديسمبر كانت معركة شعب وستظل ثورة مشتعلة ضد الكهنوت الحوثي ولم ولن تكون المعركة الأخيرة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية