لم يوجد من زايد بالقضية الفلسطينية عبر التاريخ؛ أكثر مما فعل ما يسمى بمحور المقاومة، الذي يمثل دولة إيران، والذي أسسته في حقيقة الأمر لأغراض أخرى لا علاقة لها بفلسطين ولا بالقضية الفلسطينية، وإنما لأهداف نفعية أخرى ظاهرها القضية وباطنها التلاعب بالمشاعر العربية والإسلامية، وكسب المواقف القومية، لتكون غطاء لأعمال تخريبية وإرهابية تمارسها إيران في كيان وجسد القومية العربية/الإسلامية، ذاته الجسد الذي تدعي مداواته وحمايته، تحت شعارات فضفاضة كاذبة ومخادعة، تخدم غاياتها الخاصة في سياق وتحت غطاء خدمات عامة تقدمها للغرب المتوغلة مصالحه في المنطقة على حساب استقرار الأنظمة وأمان الشعوب..!!
خداع استمر لسنوات طويلة، وكذب لم يسأم الاستمرار أو يخجل من تكرار الانكشاف.. ودولة هجينة القرار والغايات لا تختلف عن إسرائيل في مهامها، ولا في خطر وجودها وأثرها العدائي على المنطقة، إلا في كونها تتصف بالدولة الإسلامية.. وما أكثر ما فتك الإرهاب والتخريب وسفك الدماء؛ ليس في المنطقة وحسب؛ وإنما في أرجاء كثيرة من العالم، تحت راية الإسلام وذريعة الدفاع عنه وعن وجوده..!! وهو توجه دعم وجوده الغرب بغرض الإساءة بقبح منقطع الشبه للإسلام والمسلمين، وأوجد في سبيل ذلك المنظمات الإرهابية ورعاها ودعمها بطرق مباشرة وغير مباشرة وفي السر أحيانا والعلن أحياناً أخرى.. وذلك في إطار سياسة ذكية الخبث مفادها (إصنع عدوك وتحكم في طبيعة خصومته تجاهك، لتأمن شره)..
سنوات طويلة وذلك المحور الذي يدعي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومعاداة الغرب وفي مقدمته أمريكا، لا يخدم أحداً كما يخدم إسرائيل وأمريكا..!! سنوات متوالية من الشعارات والمناسبات فقط التي تهتف باسم القضية الفلسطينية وتدعي مقاومة الاحتلال، فيما لم يكد يشهد أو يلمس أحد شيئاً أو فعلاً واقعياً يخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني..!! لا شيء عدا اختراق الدول العربية وتهديد أنظمتها وشعوبها بحركات وجماعات إرهابية وانقلابية، كان لها أكبر دور في تقويض الأنظمة وتراجع الأمن وتطبيع الفوضى كواقع حال، كما هو الأمر في لبنان وسوريا والعراق ثم بعد ذلك في اليمن عبر جماعة الحوثيين الإرهابية التي دعمت إيران تمردها ولا تزال ترعى انقلابها وتؤيد فتكها باليمن واليمنيين.
اليوم تفقد إيران قوائمها في الجوار القريب من جسدها المسموم بالكراهية والعدائية للعرب كل ما هو عربي، فلا يتبقى لها سوى جماعة الحوثيين التي أصبحت ترمي على عاتقها كل الثقل، ومعظم المهام التي كانت تتولاها أطرافها البائد منها وشبه البائد.. وفي مقدمة تلك المهام تقويض وتهديد السلام أينما كان احتمال وجوده عربياً، ولا تغفل عن المزايدة بالقضايا القومية والدينية وعلى رأس كل ذلك القضية الفلسطينية، ممثلة مؤخراً في الموقف من حرب غزة المدمرة، التي يحتفي الحوثيون كما تحتفي إيران اليوم، بما أنتجته من دمار وخسائر غير مسبوقة في تاريخ القضية الفلسطينية..!!