قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، الإثنين الماضي، إن سلطات ميليشيا الحوثي اختطفت عشرات الأشخاص خلال الأسبوع الأخير من سبتمبر الفائت، في مناطق سيطرتها، وذلك بسبب احتفالهم السلمي أو إعلانهم الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، أو نشرهم منشورات عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، في تكرار لحملات القمع التي تنفذها الجماعة في ذات الموعد من كل عام ضد المحتفلين بهذا اليوم الوطني..
وقالت نيكو جعفرنيا، الباحثة في شؤون اليمن والبحرين لدى المنظمة، إن "الموارد التي يسخرها الحوثيون لاعتقال أشخاص، بسبب منشورات غير مؤذية على وسائل التواصل الاجتماعي، تفوق بكثير ما يفعلونه لضمان حصول الناس في المناطق الخاضعة لسيطرتهم على الغذاء والماء"، داعية الجماعة إلى احترام حقوق المواطنين بدلاً من "إسكات من يحتفل بعيد وطني".
وكانت المنظمة قد أصدرت بهذا الخصوص بيانا دعت فيه الحوثيين إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين بسبب ممارستهم حقهم في حرية التعبير والتجمع، إضافة إلى عشرات المحتجزين تعسفياً، والذين من بينهم موظفون في الأمم المتحدة ومنظمات مدنية اختفوا خلال الأشهر الماضية.. والملفت للانتباه أن مثل هذه البيانات التي تصدرها المنظمات الدولية المختلفة، تذهب أدراج الرياح ولا يؤخذ بها بالجدية المطلوبة التي تحقق غايتها..!!
وهذا للأسف الشديد مما يؤكد هامشية تلك المنظمات وعدم الاعتبار بأية بيانات أو إحصاءات أو معلومات تقدمها أو تعلن عنها..!! وهذا بالتأكيد مما يدل على انتفاء الجدوى من وجود هذه المنظمات من ناحية، ومن ناحية أخرى عدم التأثير الفعلي لما تتبناه من قضايا وبيانات من قبل المجتمع الدولي، الذي هو نفسه من يوافق على وجودها ويقره حسب الأنظمة واللوائح الدولية..!!
فمثلا في هذا البيان تؤكد هيومن رايتس المؤكد بخصوص السلوك العام (لمليشيا) الحوثي، والتي تصرف الكثير من موارد وأموال الشعب التي تحت يديها، تحت نظر العالم أجمع، من أجل تنظيم الفعاليات والاحتفالات التي تخصها تحديداً كجماعة، ولا تكتفي بذلك بل تزيد عليه بإجراء حملات ملاحقات أمنية عالية الكلفة لكل من يحتفل أو يعلن عن الاحتفال بمناسبة وطنية تهم عموم أبناء اليمن كالسادس والعشرين من سبتمبر.. بدلاً من أن تسخر تلك الأموال للتخفيف من حدة الفقر وقمع غول الجوع الذي يطلق ساقيه في عرض البلاد وطولها..!!