محلي

سقوط نظام الأسد.. هزيمة مدوية بعثرت أوراق إيران كلياً

أبو بهاء الصليحي

|
02:00 2024/12/12
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

مثل انهيار نظام الأسد وخروج دمشق عن قبضتها هزيمة مدوية لإيران ومشروعها الطائفي أفقدتها صوابها وأربكت حساباتها وبعثرت أوراقها كليا وأعجزتها عن الرد.. وهي رسالة لذراع حوثية متغولة كي تنحاز لليمن قبل فوات الأوان، وتُسارع لفك ارتباطها بمشروع إيراني أهوج لم يجلب للبلد غير الخراب والمصائب لعشر سنوات خلت.

تُرى ماالذي تبقى أمام العصابة الحوثية كي تقرأ المشهد الإقليمي جيدا وتراجع حساباتها بعد انهيار نظام الأسد ومحور إيران؟؟ سؤال يتردد بقوة في اليمن والمنطقة والمجتمع الدولي كله.. فثلاث قلاع سقطت من يد طهران دفعة واحدة، في فلسطين ولبنان وسوريا، وتبقت الرابعة بغداد؛ والخامسة صنعاء، كعواصم إيرانية كما يحلو للملالي تسميتها!

رغم كل ماتعرضت له المقاومة في غزة ولبنان وسوريا من ضربات مدمرة؛ ربما كان على إيران أن تنتظر سقوط نظام الأسد كي تُقر بفشل مشروعها الطائفي ودعمها البائس للمقاومة وأن تحمل عصاها وترحل من المنطقة العربية غير مأسوف عليها، بعد نكسات متسارعة تعرض لها محورها في عقر داره، وهزيمة مدوية في دمشق أفقدت إيران صوابها وأربكت حساباتها وبعثرت أوراقها وأعجزتها عن الرد كليا!

هو فشل ذريع لمشروع بأكمله أمام القدم الهمجية الإسرائيلية حسب مراقبين؛ حاولت طهران به أن تتسلق على ظهر القضية الفلسطينية وتتذرع بدعمها، بحثا عن وكلاء لحمايتها وخدمة أطماعها التوسعية في المنطقة العربية، وتثبيت السلطة لأذرعها الطائفية بالقوة، مكتفية بمنح المقاومة دعما قاصرا وتسليحا تقليديا ثبت بالوقائع والدليل القاطع أنه لا يصنع حربا متكافئة أو فرقا في ميزان المعركة، سيما أمام عدو شرس لا يتعب تطويرا لقدراته، ووحش أعمى مدججٌ بترسانةٍ ضاربة وأسلحةٍ متطورة فائقة التقنية والدقة والتدمير؛ ومخزون سلاح لا ينفد، جعله قادرا على فتح جبهات عدة بوقت واحد.. ناهيك عن خزائن ممتلئة لا تهزها كلفة الحروب، ودعم غربي مفتوح؛ وحماية من دول عظمى لا تبخل على مِخلَبها الإسرائيلي بملياراتها وأحدث تقنياتها الحربية برا وبحرا وجوا وتجسسا.. مايجعل مواجهته تحتاج لموقف موحد وتحالف إقليمي واسع ومشروع تحرري جامع؛ لا مشاريع مفرِّقة وتحالف مليشيات!

تؤكد دورات الصراع على مر التاريخ أن المشاريع الطائفية الضيقة لا تنتصر في اية منطقة من العالم، وان انتصرت لا تعمّر طويلا، وان طال امدها لا تصنع استقرارا، كونها تتحول الى دوامة صراع تهلك الحرث والنسل؛ وتنتهي بالوبال على اصحابها.. فهل استوعبت ايران الدرس السوري جيدا؟؟

هو درس أيضا لذراع حوثية متغولة كما يقول اليمنيون، ورسالة لها كي تنحاز لليمن قبل فوات الأوان ووقوع الفأس في الرأس، وتُسارع لفك ارتباطها بمشروع إيراني أهوج لم يجلب للبلد غير الخراب وتمزيق جغرافيته وتعايشه وتدمير اقتصاده ومقدراته وإنهاك شعبه لعشر سنوات خلت.. رسالةٌ مفادها أن الوقت قد حان لإلقاء السلاح جانبا والتخلي عن الأطماع الذاتية والاستعلاء على البشر، والانخراط في عملية سياسية واسعة تفضي إلى إعادة السلام والاستقرار وإنهاء محنة ملايين اليمنيين في الداخل والخارج.. وتعيد لليمن بهاءه وازدهاره المنشود.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية