محلي

عبد الملك الحوثي - قراءة في شخصية مريضة نفسياً ومتورطة في دوامة العنف وسفك الدماء

د. بسام الإرياني

|
02:28 2024/12/21
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

من خلال التتبع والمشاهدة لخطابات عبد الملك الحوثي الانفعالية، وتوجيهاته التي نلتمسها في سلوكيات قياداته التنفيذية على أرض الواقع، وبواسطة إحدى النظريات التطبيقية لعلم النفس الشخصي، نظرية (مواري) والتي مفادها أن التفاعل بين عشرين حاجة نفسية متفاوتة القوة ينتج أنواعًا مميزة من الشخصية. ووفقًا لهذه النظرية، نستطيع أن نطلق على عبد الملك الحوثي "النرجسية المضادة"، وهو النوع الذي يحفزه الإهانة أو الإصابة الحقيقية أو المتخيلة. ووفقًا لموراي، فإن خصائص هذا النوع من الشخصية تشمل التمسك بالضغائن، وقلة التسامح مع النقد، والمطالبات المفرطة بالاهتمام، وعدم القدرة على التعبير عن الامتنان، والميل إلى التقليل من شأن الآخرين، والتنمر عليهم، وإلقاء اللوم عليهم، والرغبة في الانتقام، والمثابرة في مواجهة الهزيمة، والعناد المفرط، والثقة بالنفس، وعدم القدرة على تحمل النكات، والإجرام القهري، بالإضافة إلى افتقاره إلى الصفات المتوازنة التي تكمل الشخصية المتوازنة.

بناءً على ما سبق، نجد أن شخصية هذا النموذج من الشخصيات المثيرة للجدل التي لها بصمات واضحة في حياة اليمنيين وتاريخ اليمن المعاصر، ولكنها بصمات تتسم بالدمار والخراب، نابعة من شخصية مشبعة بالاضطرابات النفسية والنزعات العدوانية، والتي نرى نتائجها بوضوح من خلال تحويل اليمن والمنطقة إلى حلبة مصارعة وبرك دماء ولا يبالي، لأنه بكل بساطة شخصية مضطربة ومتقلبة. والمتتبع لخطاباته سيجدها خطابات مليئة بلغة الكراهية والتحريض، مع ترديد شعار دائم له ولجماعته يعكس هذا الشعار استبداده الفكري وعدوانيته الشديدة تجاه اليمن واليمنيين والعالم أجمع، وفي الوقت نفسه يظهر شخصية تتسم بجنون العظمة وشخصية متناقضة ومتقلبة المزاج، من خلال تقديم نفسه على أنه المخلّص لليمن وللوطن العربي والإسلامي، ناسياً التدمير الذي تسبب به لليمن وما زال يتسبب به، وتُعاني منه اليمن. وهذا سلوك يشير إلى أوهام العظمة في شخصيته، والتي غالبًا ما ترتبط باضطرابات نفسية شديدة ومركبة.

نفسياً، متى يصبح العنف وسيلة لإثبات الذات؟ يصبح العنف وسيلة لإثبات الذات عندما تفتقر الشخصية إلى الحد الأدنى من مقومات الشخصية المقبولة اجتماعيًا أو الشخصية المتزنة، وبالتالي توجد شريحة من المجتمع تميل إلى مثل هذه الشخصيات ليس حبًا بالعنف وإنما حبًا بزرع نظام اجتماعي قوي، ولكنهم لا يعرفون الاضطرابات النفسية العميقة التي يعاني منها قائدهم، والتي تظهر آثارها من خلال سفك الدماء ونشر العنف والرعب. عبد الملك الحوثي له دور كبير في إشعال الحرب الأهلية في اليمن، والتي دمرت البنية التحتية وأزهقت أرواح مئات الآلاف، وبالتالي ما يعانيه الحوثي من شخصية مريضة تجعله على استعداد كامل لتقديم اليمن واليمنيين قربانًا لأوهامه السياسية والمذهبية، ولأجل إثبات ذاته المريضة، والتي قد ربما عانت من اضطهاد أسري أو اجتماعي سابق، مما جعل لديه نقصًا في الذات وشعورًا دائمًا بالهزيمة يريد تعويضها من خلال ما يقوم به من عنف واضطهاد وقتل وسجن وتوزيع صكوك الغفران لأتباعه وإدانة معارضيه واتهامهم بالعمالة والخيانة والارتزاق.

أثبتت الدراسات النفسية أن الشخصية المريضة، والتي تعاني من شرخ عميق ومركب في نواة شخصيتها، تكون مهووسة بالسيطرة المطلقة، ويستغل المسائل التي يعظمها ويحترمها المجتمع في السيطرة، كاستغلاله قضية فلسطين من أجل الهيمنة أكثر على المجتمع. وأن أي خروج ضده هو الخروج على القضية الفلسطينية والوقوف مع إسرائيل، واستغل هذه المسائل ليضمن ولاء أتباعه وزيادة السيطرة والاستبداد على المجتمع.

وفي منوال سبر وتحليل شخصية عبد الملك الحوثي، نجد أن لغته الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية تعكس خوفًا عميقًا من القادم، خصوصًا بعد قصقصة أذرع إيران في المنطقة (سوريا، لبنان). هذا الخوف ينتج عنه سلوكيات عدوانية وعنف مبرر، لأنه يعتقد أن الصراع المستمر في المنطقة وفي الداخل هو الطريقة الوحيدة التي تضمن تواجده على رأس جماعته المشؤومة؛ وهي جماعة أغرقت اليمن في أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه الحديث. ملايين الجياع والمشردين وضحايا الحرب هو الثمن الذي دفعه الشعب اليمني، ليس لشيء سوى اضطرابات نفسية تعكس شخصية مريضة غير قادرة على بناء أوطان، بل تهدمها بلا رحمة ولا إنسانية.

وفي ختام هذا التحليل البسيط لشخصية عبد الملك الحوثي، وهو تحليل مبني على نظريات علم نفس الشخصية التطبيقية، وقد حاولت التحليل بلغة سهلة وبسيطة. وشخصية الحوثي هي شخصية سهلة المعالم لا يختلف عليها اثنان. فهو يُعتبر نموذجًا بسيطًا ساذجًا سيئًا للقادة المهووسين الذين يدفعون بأتباعهم ومن يسيطرون عليهم نحو الهاوية. وبكل بساطة، خطاباته وسلوكياته تتجاوز السياسة لتظهر عن اضطرابات نفسية شديدة مركبة أدت إلى تدمير وخراب وطن بأكمله، دفع ضريبة هذه الكارثة النفسية الشعب اليمني. هذا الشخص لا يستحق أن يكون له قدم في حكم اليمن حاليًا ومستقبلاً. حتى وإن حدث هناك حوار وتحول إلى حزب سياسي، فالطبع غلب التطبع وسوف نظل نعاني من مشاكله النفسية واضطراباته السلوكية. من الأفضل استبعاده من أي تسوية سياسية مستقبلية. اليمنيون يستحقون قائدًا ذا كارزما، وقيادة تضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، لا قيادة تسعى لتحقيق أوهامها على حساب الدماء والأرواح. اليمنيون يليق بهم قيادة تكريمًا لصبرهم طوال الأعوام العجاف.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية