أي حاضر يعيشه اليمنيون وأي مستقبل ينتظرهم إذا كانت آخر تقديرات الأمم المتحدة المعلنة قبل أيام تشير إلى وجود قرابة خمسة ملايين من إجمالي عدد عدد السكان من ذوي الإعاقة؟.
في العام ٢٠٠٩م كان هناك ٥٣٠ ألف معاق وخلال ٢٠١٤م و٢٠١٥م قفزت الأرقام إلى مليونين ثم إلى أربعة ملايين و٩٠٠الف شخص معاق في ٢٠٢٤م.
مهما كانت أسباب الارتفاع المخيف لأعداد المعاقين فإنها في المحصلة تؤكد تجاهل أطراف الصراع كافة لمعاناة المدنيين وأن استمرارهم في خوض الحروب من أجل السلطة سيقود إلى حكم المزيد من الملايين من أبناء الشعب الذين باتوا في حالة عجز جسدي.
اذا يودع اليمنيون ٢٠٢٤م وهم يعانون قسوة الوضع المعيشي والصحي والتعليمي ويعلمون أنهم أمام وضعيات مختلفة من التحديات لا يجدي معها تمنيات التفاوض وحلحلة عراقيل ملف السلام التي لا تتحقق.
مع وجود خمسة ملايين معاق فإن جزءا من الشعب بحاجة إلى رعاية خاصة وإلى ملف جديد يجب أن يفتح ويطرح على طاولة التحاور والبحث عن خارطة طريق لتلافي تداعيات عدم مشاركة هؤلاء في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وفي العملية التنموية .
يجد الفقر مساحة كبيرة في أوساط فئة المعاقين نتيجة تدني فرص العمل للجميع وبالذات الموجهة إليهم الأمر الذي يضعهم في خانة العزلة والبطالة .
وفي كل يوم على أرض اليمن تنتظر الإعاقة المزيد من الضحايا الجدد من كبار وصغار السن في ظل وجود أكثر من اثنين مليون لغم زرعتها مليشيا الحوثي لم يتم إزالتها رغم الجهود المبذولة حيث يقدر الخبراء بأن الأمر يحتاج إلى ثمان سنوات على الأقل من العمل المتواصل.
وفي هذا السياق تفيد منظمة أنقذوا الاطفال إلى أنه منذ العام ٢٠٢٢م يسقط طفل واحد كل يومين ضحايا الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة.
وأضافت أن الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر الألغام والذخائر مقارنة بالبالغين الذي يشكلون أكثر من نصف الضحايا في اليمن.