محلي

أثر الشرعية والانقلاب في الأزمة اليمنية.. مجرد لطخات في جدارية عابثة..!!

وسام عبدالقوي

|
12:28 2024/12/16
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بعيداً عن التحكم وتفعيل أي نوع من الإرادة، وبتكتيكات وترتيبات واردة من أظلم وأخفى المناطق في ملف القضية اليمنية وأكثرها إبهاماً، يقف طرفا النزاع كلاً في مكان وبُعد مناسبين من مركز وجوهر الأزمة، تاركين بينهما وبين بعضهما مساحة أمان كبيرة وشاسعة، يمكن معها التحكم في تحركاتهما وضبطها وتوجيهها، بما يتناسب مع الأيدي الفعلية في تحريك الملف وتقليب أوراقه، وبما يتوافق مع الحسابات والإرادات الفوقية التي تتحكم في كل تفاصيل وتحركات وتطورات هذه الأزمة غير المفهومة، والتي تختلف في تفاصيلها وتحركاتها عن بقية الأزمات المشتعلة في المنطقة، وإن لم يكن إلا في امتدادها الزمني غير المبرر.

وبهذا الوضع وفي هذا الحال الخارج عن الإرادة والتحكم، فإن أي طرف يدعي قدرته على إحداث تغيير في مسار الأزمة الجاثمة، إنما يحاول التظاهر بعضلات ليست في جسده، ولا يمكنه إظهارها والكشف عنها..!! فلا الشرعية قادرة على التحرك قيد أنملة، ولا بيد الحوثي أن يذهب إلى أبعد مما يراد له أو بالأصح ما يراد منه.. وبالتالي يفتقد الطرفان أية إمكانية لتحريك مسار الأزمة، أو حتى قلب ورقة واحدة من ملفها، الذي صار متخماً بالاحتمالات الواهنة، والمقترحات والتخريجات التي تولد إما ميتة أو مشوهة..

ومهما زايد هذان الطرفان الكفيفان وادعيا تحكماً أو تصرفاً في المتغيرات والأحداث، فليسا في معزل عن حقيقة كذبهما وهامشيتهما، واكتفائهما بكونهما مجرد حرس لهذه الأزمة وقوى منفذة وليست نافذة..!! ولعل من أبرز نتائج ذلك العجز والإحجام القهري عن إحداث تغير فعلي وحقيقي، وصلت الأزمة إلى ما تعيشه الآن من موت سريري، أو في أحسن الأحوال ما يمكن وصفه بالغيبوبة المفتوحة.. إنها تشبه المريض في غرفة الإنعاش أو العناية المركزة، والذي ما يزال في منطقة ما بين الموت والحياة،  

من هنا يجب الانتباه إلى أن أي تفاعل أو انفعال مع أي حدث أو ظرف خارجي على سبيل المثال كما يحدث في سورياً الآن، فلا يمكن أن يتجاوز في حقيقته الانفعال العاطفي، المشفوع بالتمنيات وبأضعف وأوهى درجات الاحتمال والتوقع.. ولا أدل على ذلك أن ما يثار اليوم لا يرتدي صفة الرسمية ولا زي الواقعية المباشرة، حيث نجد أن كبار السياسيين محجمون عن الخوض فيه، ومكتفون بفتح الأقفصة لجيوشهم الكلامية وذبابهم الالكتروني ليخوضوا فيه، ويساهموا بطبع توقيعاتهم وأمنياتهم المستحيلة على الواقع وكأنه جدارية ضخمة ملطخة بالتناقضات..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية