بالتوازي مع تشهده سوريا من متغيرات وأحداث مرعبة، لكل حلفاء وأدوات إيران في المنطقة العربية، بما فيهم جماعة الحوثيين الإرهابية في اليمن، وفي الوقت الذي صارت فيه هذه العصابة الانقلابية، على إثر ذلك، قاب قوسين أو أدنى، من التحرك ضدها لتواجه مصيرها المستحق، يتناهى للأسماع اليوم ويتردد في الآفاق حديث عن تحركات دولية خفية، تجري تحت طاولة الأزمة اليمنية، أزمة انقلاب جماعة الحوثي الإرهابية على الشرعية واختطافها السلطة بقوة السلاح، وهيمنتها على أجزاء من جغرافيا الوطن، تلك الأجزاء التي يعاني أهلها التشرد والجوع والفاقة والخوف، بسبب وتحت سطوة عبث الجماعة الإرهابية، التي، للتذكير فقط، نشرت ولا تزال تنشر، في تلك المساحة من الوطن، ثقافة الخوف والوعيد، والابتزاز والاستغلال البشع..!!
لقد صار يتردد، جهراً بعد أن كان همساً، أن هناك من (يحيك) أو يرسم مجدداً صورة أو صيغة ما، للتحاور بين قوى الشرعية والعصابة الانقلابية، ويعمل لإيجاد حل وسطي وصيغة جديدة لاتفاق الطرفين..!!
ونبأ كهذا وفي ظروف كهذه لا يبشر ولا يلوح بانفراج حقيقي لأزمة الانقلاب هذه، التي لا يكتفي المجتمع الدولي بتمريرها ومحاولة غض الأنظار عنها فقط، وإنما تبين مع مرور الزمن والأحداث، وكما يبدو الآن بالضبط، أن المجتمع الدولي ومعه وفي مقدمته القوى المتمكنة في المنطقة، يزيدون على ذلك ظاهراً وباطناً بدعم هذه العصابة وتقوية موقفها، وإيجاد الفرص لتعزيز مكنتها واستمرار تواجدها وانقلابها..!!
وقبل أن نوجه خطابنا المنتقد لهذا السند الخفي، الذي تحظى به المليشيا من قبل تلك القوى، التي تدعي (مجرد ادعاء) في الظاهر دعمها للشرعية، وفي الباطن تضمر وتمنح دعمها (الحقيقي والفعلي) للمليشيا الانقلابية، كما فعلت القوى ذاتها وتفعل في سوريا والعراق ولبنان وليبيا، وغير مكان وأزمة.. قبل أن نفعل ذلك علينا أن نتوجه بخطابنا المنتقد بكل حدة وخشونة باتجاه الشرعية، التي تدعي تمثيلنا وتمثيل الشعب اليمني عموماً أمام الانقلاب والمنقلبين.. وعلينا أن نذكرها أولاً بقيمة ومكانة ثقتنا فيها، ونتائج انعدام تلك الثقة وفقدانها...
ثم أن علينا أن نوضح لهذه الشرعية أننا صرنا نشعر بخيانتها لنا ولوطننا، ونجدها في كثير من تصرفاتها، بدلا من أن تبادلنا تلك الثقة الثمينة، تكرر وتجدد منحها لمن لا يستحقها..!! نشعر بالخذلان والخسارات ونحن نراها مرة تلو المرة، تهدم بيننا وبينها جدران الثقة، وتعمرها شاهقة لعدونا وعدوها المشترك، والمتمثل في عصابة الحوثي الإرهابية والانقلابية..!! مع علمها وعلمنا وعلم المجتمع الدولي (المداهن) برمته، أن هذه العصابة لا تستحق الثقة في أي أمر وإن تناهى في التفاهة والصغر، فما بالنا في التحكم بمصير شعب ووطن.. لقد أصبح اليمنيون يكرهون ويبغضون تردد مثل هذه الأنباء، ويكرهون كل من يخطط أو يروج لها أو يتقبلها..!!
ولا نقول ذلك من وجهة نظر نابعة عن خصومة أو عداء فحسب، ولكن من خبرة ومعرفة ومعايشة طويلة شهدت عشرات إن لم يكن مئات التجارب، فيما يتعلق بالتحاور مع هذه العصابة، التي لم تفِ ولم تصدق في واحدة ولو بسيطة من تلك المحاولات التي كانت تذهب سدى.. ولا يكون لها من أثر إلا أنها تغدو فرصاً جيدة وفي مواقيت جيدة لصالح الانقلاب، إذا تقدم له في كل مرة فرصة لالتقاط أنفاسه وتقوية كيانه، وتعزيز وجوده بين فئات الشعب.. على عكس قوى الشرعية التي تزداد بعداً ونأياً عن اليمنيين، مكاناً وموقفاً واتصالاً..!! تجارب كثيرة جداً من المستحيل ألا تكون مبرراً مقنعاً وقوياً لعدم القبول بأية صورة من صور الاتفاق والتقارب مع هذه الفئة الباغية والخائنة عهودها ووعودها..!!