في حين تقوم مجموعتان من حاملات الطائرات بضرب مواقع الحوثيين في شمال غرب اليمن، تقوم الحكومة اليمنية الرسمية وحلفاؤها بإنشاء قوة كبيرة لاستعادة ساحل البلاد على البحر الأحمر وطرد الجماعة المسلحة من السلطة، وفقا لمصادر متعددة.
وإذا تمت محاولة الهجوم البري، فقد يؤدي ذلك إلى اقتتال على مدينة الحديدة الساحلية، التي تعد وجهة محورية للصراعات، كرا وفرا، من أجل السيطرة على البلاد، طوال الحرب الأهلية الطويلة في البلاد.
وتحدث الدكتور عبد العزيز بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث ومقره السعودية، لحلقة نقاش، عقدت مؤخرا في مؤسسة "تشاتام هاوس"، قائلا إن الحوثيين تضرروا بشدة من الغارات الأمريكية الأخيرة، وأن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا تقوم بالاستعدادات لاستعادة البلاد.
وفي حين لا يزال يأمل في التوصل إلى اتفاق سياسي، إلا أن الدكتور صقر أشار إلى أن الحل العسكري قد يكون قريبا.
وأضاف قائلا: "على حد علمي، هناك تجهيز لما يقرب من 80,000 جندي يمني من الحكومة الشرعية ليستعدوا في مواقع مختلفة للتحرك نحو الاستيلاء على السلطة، سيكون ذلك بدعم من استطلاع الطائرات المسيرة عن طريق التغطية الجوية من الجانب الأمريكي.
وكان هناك مباحثات جادة في ذلك الشأن ويمكن أن نشهد حدوث ذلك"، أعتقد أننا قد نكون في مرحلة العد التنازلي حتى نهاية (الحوثيين)، وقد دفعوا بالأمر إلى هذا المسار".
ويبدو أن هناك استعدادا لاسئناف القتال البري في الشمال، بالقرب من الجوف وصعده، وفي الجنوب بالقرب من تعز، كما أشار الباحث في تشاتام هاوس فارع المسلمي.
وقال المسلمي: "تلك هي الخطوط الأمامية التي يسلحها التحالف ، استعدادا لإمكانية استئناف القوات البرية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأعتقد أن هذا هو على الأرجح ما سيحدث".
وأضاف بالقول: "المباحثات العسكرية الحالية تمضي، للأسف، كما لو أن الحرب (البرية) ستستأنف فعليا في الساعات المقبلة، وليس في الاسابيع القادمة".
وأشار المسلمي إلى أن الحوثيين خاضوا قتالا من أجل هذا الشريط الساحلي من قبل، غير أن قدرتهم على الدفاع عن هذه المناطق، هذه المرة، ستكون محدودة، بسبب سيطرة الولايات المتحدة على الشحن من وإلى ميناء الحديدة. ويعتبر هذا الميناء البحري نقطة الدخول الرئيسية للوقود في غربي اليمن.
استمرار العمليات في البحر الأحمر
وأفادت مصادر حوثية، يوم الأحد، بمقتل ستة وإصابة 30 آخرين في هجمات القصف الأمريكية في اليمن. وتقدر جماعة الحوثي العدد الإجمالي لقتلى الحملة الأمريكية حتى الآن ب 120 شخصا، بمن فيهم المقاتلين والمدنيين.
كما ادعت الجماعة إسقاط طائرة أمريكية أخرى بدون طيار من طراز ريبر MQ-9 Reaper، والتي امتنعت القيادة المركزية الأمريكية عن تأكيدها أو نفيها، ويمتلك الحوثيون صواريخ أرض-جو قصيرة المدى أثبتت قدرتها على إسقاط طائرات ريبر المسيرة من ذي قبل.
وتقول القيادة المركزية إن أصولها تقوم بضرب مواقع الحوثيين على مدار الساعة، غير أنها نشرت معلومات محدودة عن أهداف محددة أو أفراد محددين أصابتهم هجماتها.