هدد القيادي في ميليشيات الحوثي، أحمد مطهر الشامي، عبر منشور على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، جميع الصحفيين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بالتعرض للسجن والمطاردة لمجرد التعبير عن آرائهم الشخصية.
وأثار تصريحه موجة جدل واسعة، خاصة بعدما زعم فيه أن مؤثرين يمنيين تلقوا دعماً من التحالف العربي بهدف التحريض على جماعته.
وقد اعتبر حقوقيون ذلك محاولة استباقية من ميليشيات الحوثي لتبرير حملة قمع جديدة تستهدف ما تبقّى من الأصوات المستقلة داخل مناطق سيطرتهم.
وانتقد حقوقيون تصريحات الشامي بشدة، مؤكدين أنها مقدمة لحملة قمع واسعة تستعد لها ميليشيات الحوثي ضد الصحفيين والنشطاء الذين ينتقدون تدهور الأوضاع المعيشية. ويأتي هذا التحرك بعد تصاعد الغضب الشعبي من سياسات الميليشيات التي تسببت بانهيار الاقتصاد، وارتفاع معدلات الجوع والبطالة، وقطع الرواتب، وتضاعف أسعار السلع الأساسية، مما أدى إلى تدهور حاد في مستوى الحياة المعيشية.
وأكد حقوقيون في تصريح لقناة اليمن اليوم أن ميليشيات الحوثي تحاول من خلال هذه التصريحات إيجاد ذريعة لـ "ضرب" ما تبقّى من الصحفيين والنشطاء واتهامهم بـ "التخابر"، تمهيدًا لتقييد حرية الرأي والتعبير وتكميم الأفواه. وتهدف الميليشيات إلى إغلاق المجال العام على مواقع التواصل الاجتماعي أمام أي صوت حر ينتقد فساد قياداتها أو امتيازاتها الفاحشة في وقت يعاني فيه المواطنون من الفقر والجوع.
وأكدت مصادر صحفية أن ميليشيات الحوثي قد بدأت بالفعل في رصد ومضايقة عدد من الصحفيين والمؤثرين المستقلين وإرسال تهديدات لهم، وسط مخاوف متزايدة من موجة اعتقالات جديدة تهدف إلى إسكات الرأي العام وإخماد أي حراك مجتمعي مناهض لتدهور الأوضاع في مناطق سيطرتها.