كشف تقرير اقتصادي عن ظهور طبقة جديدة من الأثرياء جراء الحرب الراهنة في اليمن والتي دخلت عامها الثامن .
وأكد تقرير صادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي بعنوان " الاقتصاد اليمني 2021 .. اقتصاد الحرب والاثرياء الجدد أن تنامي ظاهرة الأثرياء الجدد الذين راكموا الثروات المتحصلة نتيجة النفوذ العسكري والسياسي في البلاد والتي تمثل نتاجاً مباشراً للحرب الكارثية التي دفعت باليمن لأن يصبح بلداً هو الأكثر معاناة في الجانب الإنساني عالمياً .
وقال التقرير إن الحرب تحولت إلى وسيلة مهمة لإثراء طبقة جديدة من النخبة السياسية والاقتصادية الجديدة تتشابك مصالحها بطريقة تضمن بقاء الوضع على هذا الحال بل وتدفع في تفاقمه بصورة أكبر .
وأشار التقرير إلى الثراء الكبير للشبكات النافذة المقربة من جماعة الحوثي عبر سلسلة من الأنشطة التجارية والاستثمارية المعززة بالنفوذ والقرب من قياداتها والدور الذي تلعبه في تغذية الحرب فيما نشأت طبقة طفيلية أخرى في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً مستفيدة من تعدد السلطات والقوى النافذة والدعم الإقليمي غير المنظم ، وقد شكل بيع السلاح وتهريبه والجبايات وإرساء العقود أحد السمات الرئيسية لذلك النوع من الثراء المرتبط بالحرب والاستفادة منها .
وأفرد التقرير مساحة مهمة للسياسة النقدية وتداعيات تضخم العملة اليمنية الريال والتي وصلت إلى مستويات قياسية في تاريخها الحديث ، حيث تجاوز سعر الدولار الواحد 1650 ريال وظل يتأرجح صعوداً وهبوطاً خلال العام 2021 في واحدة من العلامات البارزة لهشاشة الوضع الاقتصادي .
كما تضمن التقرير تقييما لأداء البنك المركزي في عدن من خلال مدى قدرته على ضبط السوق المصرفي والرقابة ، ومدى نجاحه في تأسيس شبكة الحوالات ونقل مراكز البنوك إلى عدن ووقف شركات الصرافة المخالفة ، بالإضافة إلى معدل التضخم وآثاره على حياة الناس في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية .
وأضاف التقرير أن الأسعار تصاعدت إلى مستويات قياسية وصلت إلى أكثر من 100 بالمئة في بعض الأشهر وما زالت في تصاعد مستمر لأسباب عديدة أهمها تذبذب سعر العملة ومتغيرات دولية كتداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية ـ الأوكرانية وغيرها.
وتحدث التقرير عن الانتهاكات التي طالت القطاع الخاص اليمني والذي شهد تصاعداً لافتا للانتهاكات والممارسات غير القانونية سواء ما يتعلق بالاعتداءات المباشرة أو تلك الممارسات المرتبطة بالجبايات غير القانونية وفرض الرسوم والإتاوات المتعددة .
ورصدت وحدة الرصد في مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي تعرض القطاع الخاص اليمني خلال العام 2021 لأكثر من 48 انتهاكاً جماعياً (حملات طالت عدداً كبيراً من المنشآت التجارية) وأكثر من 50 انتهاكاً فردياً (انتهاك منشاة معينة ومحددة)
وحذر التقرير من أخطار استمرار إقحام القطاع الخاص في الجانب السياسي وعمليات التجريف للقطاع الخاص التقليدي وإحلال اقتصاد خاص آخر يتبع النافذين في كل منطقة من المناطق .
وقدم التقرير جردة حساب للدعم الإنساني المقدم لليمن خلال الفترة الماضية وأدوار اللاعبين الأساسيين في مسار الإغاثة والعمل الإنساني لليمن .
يذكر أن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي منظمة مجتمع مدني غير ربحية تعمل من أجل التأهيل والتوعية بالقضايا الاقتصادية وتعزيز الشفافية ومشاركة المواطنين في صنع القرار والعمل على إيجاد إعلام مهني ومحترف وتمكين الشباب والنساء اقتصادياَ وتعزيز دورهم في بناء السلام .