محلي

ميليشيا الحوثي تسرق الفرحة على سكان غزة!!

نوح إدريس

|
قبل 13 ساعة و 15 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بدأت بنجاح اولى خطوات اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانب الفلسطيني والمحتل الإسرائيلي.
عمت الفرحة سكان قطاع غزة الذين ذاقوا أهوال النزوح والجوع والتشرد والقصف والموت على مدى خمسة عشر شهرا.
العالم بأسره رحب بالاتفاق المتأخر على أمل أن لا يشهد جرائم استخدام القوة المفرطة و الإبادة الجماعية بهذا الشكل ثانية.. رغم اعتياده أخيرا على  انتشار الحروب وتزايد نذر الحرب في أكثر من بقعة فيه.
رد فعل ميليشيا الحوثي المتعلق بهذا الجانب جاء بعكس الأجواء السائدة على مستوى الكرة الارضية حيث حمل من الغرابة اكثر من المباركة والترحيب.
أظهر موقف الميليشيا أنها - مثل السمك في الماء - لا تستطيع العيش دون حروب ومراحل تصعيد .. اليوم الذي يمر دون ما تسميه "بيان صاطر ..استهدفنا واستهدف ونا وقصف ونا ورجز الرجز في محافظات اليمن يوميا" يعتبر يوم ضائع وغير محسوب من العمر !.
قبل ١٤ شهرا وجد الحوثي من قضية العدوان على غزة مبررا لمواصلة التجاهل التام للملف اليمني رغم تفاقم مخاطره الاقتصادية والإنسانية على الشعب ورغم تشعب تعقيداته السياسية والعسكرية على البلاد والمنطقة . اختار الهروب من فشله الذريع في تحمل مسئولية الوطن والمواطن إلى ذريعة الانشغال بمساندة القطاع !.
طوال ١٤ىشهرا خصص الحوثي بعض الوقت والجهد للشأن الداخلي إذ استغل القضية في ممارسة المزيد من الترهيب والتنكيل بمن يخالفه الرأي أو يشكو جرائمه في الداخل  !
وهكذا لم تختف معاناة الشعب اليمني وإنما تم اعطاء الأولوية لما هو أهم  قضية الشعب الفلسطيني  .. من أجلها ومن يومها انتقلت مظالم ومطالب الشعب اليمني إلى محطة " ما يطلبه المستمعون " !. الشعب اليمني يهنئ ويبارك خطاب زعيم الميليشيا كل أسبوع .. الشعب يبارك بيان ناطق الميليشيا في كل يوم ..الشعب اليمني يتظاهر أسبوعيا بغضب وبالغصب .. الشعب اليمني يعلن النفير والجهوزية للتبرع وجمع التبرعات وجعل العدو يدفع الثمن  .. الشعب اليمني يبارك قرار رئيس الميليشيا بناء على توجيهات زعيم الميليشيا للتخفيف من معاناة الشعب بصرف نصف راتب كل ثلاثة أشهر.. الشعب اليمني يساند ويهنئ قرارات قيادات الميليشيا حتى ولو كانت فصل موظف وإعطاء وظيفته "للبزي"
الشعب يهنئ ويبارك اختراع وإطلاق صاروخ فرط صوطي وعقبال يشغلوا محطة الكهرباء!

قبل يوم من الآن أعلن انتهاء المعركة في غزة  لكن الحوثي لم ينته فقد قرر الانتقال من دور"  المساند إلى المراقب " على مراحل الهدنة وعملية إدخال المساعدات!
ما يسمى مجلس الميليشيا الرئاسي أعلن في بيان أنه سيظل يراقب "التزام الكيان الصهيوني بتنفيذ الاتفاق وأن قواته ستكون في حالة مواكبة واستعداد وجهوزية مستمرة في حال طرأ أي مستجد".
بعدها ظهر أحد  المغمورين حسين العزي الذي يعتبر نفسه دبلوماسي وينتحل صفة نائب وزير الخارجية وأدعى أنه استلم برقية من غزة تؤكد انه تم "إيقاف العدوان وفك الحصار استجابة لشروط الميليشيا".
حتى فرحة سكان غزة وشعورهم بالانتصار على الإسرائيلي لم تسلم من سرقة الحوثي لها ليصبح المساند والمراقب وصاحب الشروط وكأن عملية "طوفان الأقصى" لم تكن خيار المقاومة في غزة وإنما خيار المقاوتة في صنعاء!
إن أبشع جريمة يمكن أن تسمع بها بعد ماحدث في قطاع غزة هي أن شخصا خرج من كهف في صعدة وأصبح في يوم وليلة نائب وزير خارجية. لم يتدرج في المناصب ولم ولم يتعلم ولم يسجل ملفه في الخدمة المدنية وإنما من المقوات إلى انتحال صفة نائب وزير.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية